Welcome to WordPress. This is your first post. Edit or delete it, then start writing!
هناك “أسماء” تُطلق على المدن، وهناك “صفات” تلتصق بها حتى تصبح جزءاً من هويتها. لم يخطئ من أطلق عليها لقب “عروس البحر المتوسط”.
فالإسكندرية، في جوهرها، ليست مجرد “مدينة”؛ إنها “حالة” زواج أبدي بين “اليابسة” و”البحر”.
هي ليست كالقاهرة، “أم” مصر، الصلبة، العميقة الجذور في الطمي والبر. الإسكندرية هي “العشيقة”، هي “العروس” التي زينتها كل حضارة مرت عليها، وتركت فيها “ذكرى” من عطرها.
أن تمشي في الإسكندرية، فأنت لا تمشي على “الأسفلت”، بل تمشي فوق “طبقات” من الذاكرة.
“الكورنيش” ليس مجرد طريق، بل هو “شرفة” العروس الأبدية. هو المسرح الذي لا يغلق أبوابه أبداً، حيث يلتقي البحر (العريس) بالمدينة (العروس) في عناق لا ينتهي. رائحة “اليود” الممزوجة بالقهوة في “سان جيوفاني”، وصوت “ترام” الرمل الأصفر الذي يشق طريقه بصبر، وضجيج “السيارات” الذي يختلط بأصوات “الصيادين” في بحري… هذا المزيج ليس “فوضى”، بل هو “سيمفونية” الإسكندرية.
“العروس” لا تتباهى فقط بجمالها الحاضر، بل بـ “جهازها” (Dowry) التاريخي. في “أزقتها” الضيقة، لا تزال “أشباح” كفافيس، وفورستر، ولورانس داريل، تسكن. هي “مدينة عالمية” (Cosmopolitan) حقيقية، ارتدت “ثوباً” يونانياً، ثم “وشاحاً” رومانياً، ثم “عباءة” إسلامية، ثم “قبعة” إيطالية وفرنسية.
“محطة الرمل” و”المنشية” ليستا مجرد “ميادين”، بل هما “متاحف” معمارية مفتوحة، تروي قصة “المدينة” التي كانت يوماً ما “مركز” العالم. المباني “الباريسية” و”الإيطالية” القديمة، حتى بـ “تجاعيدها” (شروخها) التي حفرتها “الرطوبة” (عدو الجمال الأول)، لا تزال تقف “شامخة” كـ “وصيفات” للعروس.
لكن “عروس” اليوم، (عروس 2025)، ليست “مثالية”. هي “مرهقة”. “الزحام” يخنقها، و”البناء” العشوائي يحاول “تشويه” ملامحها الأصلية. “العروس” تكافح لتحافظ على جمالها في وجه “الزمن” القاسي.
ومع ذلك، تبقى “هي” العروس. لأن “سحر” الإسكندرية لا يكمن في “كمالها”، بل في “تناقضاتها”. هي “المدينة” الوحيدة التي تستطيع أن تكون فيها “أوروبياً” في الصباح (في مقاهي وسط البلد)، و”مصرياً” صميماً في المساء (على عربة كبدة في محطة مصر).
“المكتبة” (مكتبة الإسكندرية الجديدة) تقف “كقرط” ماسي حديث، يذكر العالم بأن “هذه العروس” لم تكن يوماً “عادية”، بل كانت “منارة” الفكر.
ستبقى الإسكندرية هي “العروس” التي مهما “شاخت” ملامحها، يظل “البحر” عاشقها الأبدي، ويظل “الكورنيش” زفتها التي لا تنتهي.

اترك تعليقاً