في “سافانا” (غابة) الاستثمار وريادة الأعمال، هناك نوعان من الكائنات: “الجامعون” (Scavengers) و”الصيادون” (Hunters).
“الجامع” هو من يقرأ “تقارير الترندات” المتأخرة. إنه يقتات على “الجيف” التي تركتها “الصيحات” (Hypes). عندما يسمع بـ “الذكاء الاصطناعي” أو “NFTs” من وسائل الإعلام، يكون الأوان قد فات.
أما “الصياد” الحقيقي، فهو لا يتبع “الضجيج”، بل يتبع “الآثار” (Tracks). إنه يمتلك مهارة “رصد” الفرصة قبل أن يراها القطيع.
الفرص الاستثمارية الجديدة لا “تُكتشف” بالصدفة، بل “تُصطاد” بالمهارة. هذا هو دليلك الميداني لتصبح “صياداً”.
القاعدة الأولى: اصطد “الألم”، لا “الصيحة” (Hunt Pain, Not Hype)
هذا هو الخطأ الأول الذي يقع فيه “الصياد المبتدئ”. إنه يطارد “الصوت” العالي لـ “الصيحة” (الترند).
- أثر “الجامع”: “الجميع يتحدث عن الذكاء الاصطناعي، يجب أن أجد مشروعاً للذكاء الاصطناعي”.
- أثر “الصياد”: “الجميع يشتكي من مدى سوء خدمة العملاء في البنوك. هذا (ألم) يمكن للذكاء الاصطناعي أن (يصطاده)”.
“الألم” هو “رائحة الدم” التي تقودك إلى “فريسة” (فرصة) حقيقية. ابحث عن “الاحتكاك” (Friction). ابحث عن “اللعنات” والشكاوى.
عندما تسمع نفسك أو تسمع عميلاً يقول: “أكره القيام بهذا” أو “أتمنى لو كان بإمكاني فقط…” — هذا ليس مجرد شكوى. هذا هو “الأثر” الواضح لفرصة بمليارات الدولارات.
(مثال: “كريم” (Careem) لم تصطد “تطبيقات الهواتف”، بل اصطادت “ألم” عدم موثوقية سيارات الأجرة).
القاعدة الثانية: راقب “الينابيع” (Observe the Watering Holes)
“الصياد” لا يركض في الغابة بشكل عشوائي. إنه يذهب إلى “ينبوع الماء” (حيث يتجمع السوق) ويختبئ ويراقب.
- فعل “الجامع”: يرسل “استبيانات” يسأل فيها الناس: “ماذا تريدون؟” (والناس لا يعرفون ماذا يريدون).
- فعل “الصياد”: يذهب إلى “ميدان العمل” (Gemba) ويراقب “السلوك” الفعلي.
ما هي “الحلول المؤقتة” (Workarounds) التي يستخدمها الناس؟ هل يستخدمون 5 برامج “إكسل” مختلفة لإدارة “المخزون”؟ (هذه فرصة لبرنامج SaaS). هل يستخدمون “مجموعات واتساب” لتنسيق “الخدمات اللوجستية”؟ (هذه فرصة لمنصة لوجستية).
هذه “الحلول المؤقتة” هي “أعشاب” مضغها “الغزال” الذي تبحث عنه. إنها تصرخ: “هناك أداة مفقودة هنا!”.
القاعدة الثالثة: ابحث عن “الأراضي الفارغة” (Find the Empty Territories)
“الصياد” الذكي لا يذهب للمنافسة في “أرض” يسيطر عليها 10 “أسود” (شركات كبرى). إنه يبحث عن “أرض فارغة” (محيط أزرق).
- فعل “الجامع”: “أريد أن أفتح “مطعم برجر” أفضل من “ماكدونالدز”.” (منافسة دامية).
- فعل “الصياد”: “ماكدونالدز يخدم العائلات. ماذا عن (وجبات صحية سريعة) للموظفين المشغولين جداً؟”
ابحث عن “العميل” الذي يتجاهله “الجميع”.
- الشريحة التي تعتبرها البنوك “صغيرة جداً” للتعامل معها (فرصة FinTech).
- الخدمة التي تعتبرها الشركات الكبرى “معقدة جداً” لتشغيلها (فرصة لوجستية).
“الأراضي الفارغة” هي المكان الذي تنمو فيه “الفرائس” الكبيرة بأمان.
القاعدة الرابعة: اتبع “الآثار الشاذة” (Follow the Anomalies)
“الصياد” الخبير ينتبه “للشذوذ” في “الآثار”.
- ما يراه “الجامع”: “هذا المنتج سيء جداً، لا أعرف لماذا يشتريه الناس”. (ويتجاهله).
- ما يراه “الصياد”: “هذا المنتج سيء جداً… ومع ذلك الناس يشترونه! لماذا؟”
الإجابة: لأن “الألم” (القاعدة الأولى) “شديد جداً” لدرجة أن الناس مستعدون لقبول “أي” حل، حتى لو كان سيئاً.
هذا هو “الأثر” الأثمن في الغابة. إنه يعني أنك إذا قدمت “منتجاً أفضل بـ 10%” فقط، فإنك “ستمتلك” السوق بأكمله.
خلاصة “الصياد”: توقف عن “قراءة” التقارير وانتظار الفرص لتأتي إليك. الفرص لا تُعطى، بل “تُقتنص”. اخرج إلى “الميدان”. استمع إلى “الألم”. راقب “السلوك”. ابحث عن “الأراضي الفارغة”. اصطد “الشذوذ”.

