استثمر في الاسكندرية عروس البحر المتوسط

“أهلاً بكم في الإسكندرية، نوفمبر 2025.

سيداتي سادتي، إذا نظرتم إلى يساركم، سترون “الكورنيش” ومكتبة الإسكندرية. هذا هو المشهد الذي يعرفه “السائح”. لكننا اليوم لسنا “سياحاً”. نحن “مستثمرون”.

لهذا، نحن لن ننظر إلى “البحر” اليوم، بل سندير ظهرنا للبحر لنرى “الآلة” الحقيقية التي تدير هذه المدينة.

انطباعكم الأول عن الإسكندرية قد يكون أنها “مدينة صيفية” أو “تراثية”. اسمحوا لي أن أصحح هذا الانطباع: الإسكندرية هي “أضخم مركز صناعي-لوجستي متكامل” في حوض البحر المتوسط.

ما نشهده في 2025 هو انتقالها من “ميناء” إلى “محور عالمي”. جولتنا اليوم ستركز على أربع فرص استثمارية “ساخنة” لا يراها الكثيرون.


المحطة الأولى: “الرئة اللوجستية” (الموانئ والمناطق الحرة)

“نحن نتجه الآن غرباً، بعيداً عن وسط المدينة المزدحم، نحو “القلب النابض”: موانئ الدخيلة وأبو قير.

الفرصة هنا: ليست في “الشحن” نفسه، بل في “الخدمات” المحيطة به. ما ترونه قيد الإنشاء هو “توسعات” هائلة بمليارات الدولارات. مصر تحول هذه المنطقة إلى “نظير غربي” للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

  • أين تضع أموالك؟
    1. “التخزين الذكي” (Smart Warehousing): الطلب “هائل” على المستودعات المبردة والمؤتمتة.
    2. “خدمات القيمة المضافة”: (التعبئة، التغليف، إعادة الفرز).
    3. “اللوجستيات الباردة”: نحن “بوابة” الدلتا (أكبر منطقة زراعية). كل “البرتقال” و”العنب” المصري الذي يصدر لأوروبا يمر من هنا. الاستثمار في “سلسلة التبريد” (Cold Chain) هو منجم ذهب.

المحطة الثانية: “غرفة المحركات” (الصناعة الثقيلة والتحويلية)

“نحن الآن في “برج العرب” و”العامرية”. هذه هي “غرفة المحركات” الحقيقية لمصر.

الفرصة هنا: “تكامل” الصناعة. هذه المنطقة هي “عاصمة” البتروكيماويات والحديد والصلب. لكن الفرصة الحقيقية في 2025 تكمن في “الصناعات التحويلية” التي تستفيد من هذه المواد الخام.

  • أين تضع أموالك؟
    1. “الصناعات البلاستيكية المتخصصة”: بدلاً من “الأكياس” البسيطة، نتحدث عن “قطع غيار السيارات” البلاستيكية، و”مستلزمات الري” الحديثة.
    2. “الصناعات المغذية”: مصانع صغيرة ومتوسطة تنتج “المكونات” التي تحتاجها المصانع الكبرى.
    3. “الطاقة النظيفة”: كل هذه المصانع “متعطشة” للطاقة. الاستثمار في “محطات الطاقة الشمسية” المخصصة لتغذية هذه المصانع (IPP) هو فرصة مضمونة العائد.

المحطة الثالثة: “الامتداد العمراني” (التطوير العقاري المتخصص)

“انظروا حولكم. نحن لسنا في “الإسكندرية القديمة”. نحن في “الامتداد” الصحراوي الذي يربط الإسكندرية بـ “العلمين الجديدة”.

الفرصة هنا: ليست “العقارات السكنية” الفاخرة فقط، بل “العقارات المتخصصة”. هذا “الممر” (Corridor) يمتلئ بـ 10 ملايين إنسان (الإسكندرية والبحيرة). هؤلاء يحتاجون إلى “خدمات”.

  • أين تضع أموالك؟
    1. “الرعاية الصحية”: هناك “نقص” حاد في “المراكز الطبية” المتخصصة والمستشفيات الحديثة في هذه المناطق الجديدة.
    2. “التعليم”: المدارس الدولية والجامعات الخاصة (مثل E-JUST) تزدهر هنا. الاستثمار في “سكن الطلاب” المدار أو “المدارس الفنية” المتطورة مطلوب بشدة.
    3. “التجارة والمكاتب”: “المكاتب” الإدارية الحديثة (Grade A Offices) لا تزال نادرة جداً خارج القاهرة. الطلب عليها يتزايد من الشركات التي تخدم “الميناء” و”المصانع”.

الخلاصة: (العودة إلى الكورنيش)

“سيداتي سادتي، نحن نعود الآن إلى الفندق.

ما رأيتموه اليوم ليس “مدينة تاريخية”، بل “ورشة عمل” بحجم دولة. في 2025، الاستثمار في الإسكندرية هو استثمار في “الهيكل العظمي” للاقتصاد المصري: اللوجستيات، الصناعة الثقيلة، والخدمات التي يحتاجها 10 ملايين شخص.

القاهرة هي “العقل”، لكن الإسكندرية هي “الرئة” و”الأيدي العاملة”. شكراً لوقتكم.”

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *